القلب
حوار بين شخص وقلبه ، مع استخدام مجسم للقلب.. تسير الفتاة وتدور حول القلب وتنظر إليه في تعجب وأسى ثم تقف ليبدأ الحوار التالي :
الفتاة : أنت أيتها المضغة العجيبة التي لا يتجاوز حجمك قبضة اليد ولكنك غريبة .ليتني أفهمك أو أعرف سرك .
القلب : أي سر أيتها الفتاة .. آه .. أي سر هذا الذي تتحدثين عنه فما أنا بصاحب أسرار
الفتاة : أيها القلب .. ألست سبب صلاح المرء وفساده ؟ ومع ذلك تقول لي لست صاحب أسرار .
القلب : نعم وقد أكون سبب شقائك وصلاحك وفسادك بعد إرادة الله تعالى . ولكن اعلمي بان لك اليد الأولى في ذلك .
الفتاة : كفاك مراء ياقلبي إنك بلا شك قلب فاسد وقد أشقيتني وأقلقتني .
القلب : اسمعي .. قد أراك اكثرت علىَّ اللوم وبدأت تنهرين .
الفتاة :دعك أيها القلب من هذه فأنت قاس بلا شك أشكو قسوتك إلى الله هو الذي يفصل بيننا .
القلب : عجبا لك اراك تحاولين تبرئة نفسك وتلقين باللوم علي غيرك .
الفتاة : عجبا من شدة افكارك فكل كلمة من كلماتك تزيد قسوة وغفلة وإعراضاً .
القلب : والله ما ازدت قسوة إلا من جراء أفعالك .
الفتاة :تمهل أيها القلب !
القلب : أو مثلك يستحق التمهل ! وان تمهلت فإلى متى ؟ لقد سئمت ومللت . . فالذنوب تحرقي والمعاصي توجعني .. أخبريني هل بحثت يوماً عني وأنت في الصلاة ؟ هل حاولت استحضاري معك ؟! أم أنك أهملتني وركلتني بقدميك .. تقرأين القرآن ولست معك .. ما أتعبت نفسك في البحث عني !! وحتماً ستجدينني قريب جدا منك ولكن قد غفلت أهملت !
الفتاة : اجل .. آه .. اجل .
القلب : قولي لي : هل سجدت ودعوت لي بالرقة والصلاح ؟ هل الححت يوما على الله في السؤال لي بالخشوع والخضوع ؟ هل بكيت يوما حرقة على هذا الوضع الذي أنا فيه ! أم أنك كالبهيمة ترعى في هذه الأرض لاهم لك إلا مطعمك ومشربك ، متناسية أن وراءك جنة ونار وحساب وعقاب .
الفتاة : رويد ايها القلب ( بصوت متزعزع ) .
القلب : هل حاولت أن تعلقيني بربي؟ بل انت تعلقيني دائما بغيرربي حيث ركضت وراء الدنيا متجاهلة صراخي وآهاتي وغفلت عن ذكر الله فعشت في وحشة وغربة .
الفتاة : وقد جعلت رأسها إلىالأرض خجلاً وندماً .
وتقول : قلبي الحبيب : إني مخطئة وارجوك أن تسامحني . وأعدك ألا أعود لمثل هذا مرة أخرى وسأبدأ صفحة جديدة من حياتي .
القلب : إذن صفحة حياتك الجديدة بسجدة لله تعالى ( فتسجد الفتاة وهي تقرأ قوله تعالى { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين } .